الإلحاد ومزاعمه العلمية
انقدم لكم في هذا المقال كتاب وهم الشيطان – الإلحاد ومزاعمه العلمية pdf ، من تأليف المفكر والعالم دافيد بيرلنسكي، ترجمة عبد الله الشهري.
حول المؤلف
حصل بيرلنسكي على الدكتوراه من جامعة برينستون ودرس الفلسفة والرياضيات في جامعات الولايات المتحدة وفرنسا . وهـو مـؤلـف أفـضـل الكتب مبيعا ومنها جولة في حساب التفاضل والتكامل ، قدوم الخوارزمية ، وهدية نيوتن . يكتب بيرلنسكي بانتظام في مجلة كومنتري ومجلات أخريات ، وهو زميل بارز في معهد ديسكفري في سياتل ، وعضو سابق في معهد تحليل النظم التطبيقية ، ومعهد الدراسات العلمية العليا .
محتويات الكتاب
يضم الكتاب عشر فصول :
- الفصل الأول: لا آلهة من دوني
- الفصل الثاني: ليالي الشك
- الفصل الثالث: الأحصنة لا تطير
- الفصل الرابع: العلة
- الفصل الخامس: السبب
- الفصل السادس: أمرٌ قضي بليل
- الفصل السابع: برهانٌ غريب على عدم وجود الله
- الفصل الثامن: القرد الذي بداخلنا، والمحبوب، والعقل البشري
- الفصل التاسع: معجزات في زماننا
- الفصل العاشر: الكاردينال والكاتدرائية
رابط الكتاب بصيغة pdf من هنــا
مقتطفات من الكتاب
… في قرون ازدهار الإمبراطورية العربية ، امتدت علـى طـول أرخبيلات فتوحاتهـا سلسلة مهيبـة مـن المراصـد النجميـة المتلألئـة كـالجواهر . كـان للمراصد أهمية كبرى في الحياة الدينية للمسلمين المخلصين . لم تكن – ولـم تكن على الإطلاق – تعبيراً عن فضول متبلد . كان المسلمون مطالبين ، أكثر من اليهود والمسيحيين ، بتنظيم أوقات عباداتهم على نحو دقيق ، وعرف الفـن الذي اعتنى بهذا الأمر بعلم الميقات ، وكان فنا بالفعل . في العصور الوسطى – لم يحظ العالم الإسلامي ، على ما فيه من رفاهية وتطور ، بساعات أكثر تطوراً عما كان موجوداً في العالم المسيحي . تعرف الناس في الغرب المسيحي على الوقت بطريقة اتسمت بقـدر كبير من الإهمال ، لدرجة أن قدوم عطلة عيـد الفصح كان موضع شك كبير . أما الخلفاء في بغداد فقـدروا الوقت بواسطة الساعة المائية أو الساعة الرملية ، ومع ذلك أمر القرآن بخمس صلوات كـل يوم ، كما أمرهم أن ييمموا وجوههم شطر الكعبة أثناء صلواتهم ، وهي مهام تتطلب براعة ذهنية عالية . كان التقويم الإسلامي مبنيا على منازل القمر . لقد كان على الجماعة التي تستعد لاستقبال شهر رمضان الكريم ، والذي يؤرخ لبداية السنة القمرية ، أن ترصد الهلال فور ظهوره في سماء المساء .
قبل صنع الجدول الفلكي المتقدم ، كـان يبعث الرجال الذين يتمتعون بحدة إبصار استثنائية إلى قمم الجبال البعيدة لرصد ظهور القمر ، ومن هناك تعود أصداء صرخاتهم عبر الوديان متسلسلة إلى بغداد نفسها . ( في فرنسا ، ما زالوا يطلقون على ليلة الهلال la nuit de doute ، أي ليلة الشك ) . بحلول القرن الثالث عشر ، كانـت قـد أوكلـت هـذه الترتيبات العلمية لأشخاص محترفـيـن يـدعون المؤقتين . لقـد كـان هـؤلاء مسؤولين عـن تنظيم أوقـات الصلاة من مكان وجودهم بالمساجد . وكما أشار المؤرخ ديفيـد كـنج : « في الإسلام ، خلافا لأي ديـن آخـر ، كـان أداء مختلـف أوجـه الـشعائر الدينيـة مدعوما بإجراءات علمية » .